الأحد، 8 مايو 2011

ولو طال الزمن ...
فتحت النافذه ونظرت من خلف الستاره ربما للمره العشرين خلال الليل
وقفت ونظرت في الشارع الخالي الممتد امامها والذي يغرق في سكون الليل الموحش الذي زاده الانتظار وحشة على وحشه
انزلت الستاره لتغلقها لكنها عادت وفتحتها عندما سمعت صوت سيارة تقترب لعله هو
لكن السياره مرت مسرعة وكأنها تريد ان تهرب من نظراتها وهي تتبعها وتدعو الله ان يعود اليها منصور مبكرا هذه الليله
اغاقت الستاره والنافذه وعادت الى مقعدها الذي تقوقعت عليه منذ خروج منصور من المنزل
تساءلت هل يعيد التاريخ نفسه واقف الان انتظر منصور كما انتظرت والده منذ اكثر من 24 سنه عندما
تركني وحيدة وهو يعلم اني لاأعرف احدا في هذه المدينه بعد انتقالنا اليها بسبب عمله الجديد
حتى التلفون لم يصل الى هذه العماره التي تشبه المنفى لبعدها عن المناطق المأهوله من المدينه فالحي جديد وخدماته لم تكتمل وتقيم هي في هذه العماره منذ ثلاثة اشهر ولم يسكن فيها احد غيرها هي وزوجها
منذ انتقالهم تعرف على زملاء عمل دعوه ليشاركهم سهراتهم التي اخذت تمتد ليلا بعد ليل حتى اصبحت في نهاية الاسبوع تتصل بالنهار
ظلت تفكر في وضعها ووحدتها وحالة الفراغ الشديده التي تعيش فيها حتى ارسال التلفزيون متقطع هنا وهي لا تدري ماذا تفعل اكثر من الانتظار المشكله انه يعود مرهقا ويذهب للنوم مباشرة حتى بدون ان يسألها عن حالها ولا يعتذر لها عن بقائها لوحدها كل هذا الوقت
هي تحبه كثيرا وتتمنى ان يبقى معها كل الوقت تستمع بحديثه وكلماته يعجبها صوته وتعشق ضحكته
تتمنى ان يبقى معها ولولم يتكلم تريده فقط ان يكون معها
تتفنن في تقديم ما يحب من حلويات وتخترع اطباقا جديده كل يوم وتفتح دفاترها لتعد له وجبة لم يذقها من قبل
اقترحت عليه ان يدعو اصدقاءه للسهر عنده وابدت استعدادها لخدمته وخدمة ضيوفه كما يحب واكثر
لكنه رفض واقنعها ان بقاءهم في شقة ابراهيم افضل من اجتماعهم في بيت اي احد لان ابراهيم غير متزوج ولن يتضرر احد من اجتماعهم عنده بشكل ليلي فقط للتسلي بلعب البلوت كما اقنعها

لكنه هذه الليله اطال السهره وسيبزغ الفجر بعد قليل ولازال غائبا
عادت الى النافذه لترى ربما هو وصل او ان هناك شيء يعطله تحت العماره
قد ترى سيارته لو اطلت برأسها قليلا من النافذه لكنها لم تر احدا
ولازال الطريق خاليا موحشا
تعبت من الانتظار وشعرت بالقلق وبدات الهواجس تتوالى على ذهنها ربما تعرض لحادث
وربما مرض
رما اصاب احد اصحابه مصيبه
ربما تعطلت السياره
ولم تشعر بنفسها وهي تبكي وترتجف
وعادت الى مقعدها ونظرت في الساعه فوجدت ان وقت الصلاه قد حان ولم تشعر خاصة وان حتى الاذان لايسمع في هذه المنطقه البعيده
قامت للصلاه وصلت ثم قرأت ايات من القرآن وحملت كتاب الله بيدها وبقيت تنظر في اياته دون ان تتمكن من قراءة المزيد وقد غلبتها الهواجس بعد طلوع الشمس وهو لم يعد
نعست واغمضت عينيها ونامت ولم تشعر ان الوقت مضى كثير وهي نائمه في مصلاها
قفزت من مكانها وهي تسمع صوت مفتاح الباب فقامت لتفتح الباب وصل خالد
ودخل فورا الى دورة المياه واغلق الباب وسمعته وهو يتقيأ وخافت كثيرا وطرقت عليه الباب
خالد خااالد افتح حبيبي اش فيك ؟
خالد
خاااالد
وفتح الباب وجهه احمر وعيونه دامعه ومنظره لا يسر
امسكته بيده وحاولت مساعدته للوصول الى سريره لكنه سحب يده منها وقال :
سوي لي شاهي وجيبي معاه نص ليمونه
هي : الحين اجيبه لك مع الفطور حبيبي بس تعال ارتاح في الغ..
قال بعنف
روحي جيبي الشاهي واتركيني ما ابغى ارتاح اسمعي الكلام وبطلي هذره
ذهبت للمطبخ وهو عاد للحمام مرة اخرى ليتقيا من جيد
انتابها القلق وكادت تعود اليه لكنها خافت ان يتوتر اكثر ويتضايق فعادت الى المطبخ واعدت له الشاهي وجاءته مسرعه وانتظرته عند الحمام
وفتح الباب وهو بنفس الحاله الاولى مرهق وعيونه حمراء دامعه
قال : اش بك واقفه هنا حطيه في الغرفه والا تبغيني اشرب الشاهي على باب الحمام
سبقته للغرفه وهي تقول معليش اسفه وصبت له الشاهي
قال: وين الليمون ؟
قالت : اووه نسيت اسفه حبيبي الحين اجيبه
اخذ الكوب وقا ل: قومي قومي وركزي اذا قلت لك شي
عادت الى المطبخ ولم تحضر الليمون ووقفت امامه بخجل وقالت
حبيبي مافيه ليمون
قال بصوت عالي : ليه ؟ وين راح الليمون وانا الاسبوع اللي فات جايب كيلو وين راح ؟
قالت : اسبوع حبيبي وكلها خمس حبات .
قال انا عارف انها خمس حبات وين راحت
نص حبه نعصرها على السطله يعني الكيلو يكفي عشره يام وين وديتي الليمون ؟
قالت بخجل وبصوت منخفض : سويت حلاوه
رفع صوته اكثر : حلاوة !! حلاوة ايش ؟ وينها ماشفت لاحلاوة ولا مراره . وينها ؟
قالت بخجل اكثر حبيبي مو حلاوة اكل
هو : اجل ايش ؟
آآآآآآآآه حلاااااااااوه ! الله يقرفك

قومي قومي انقلعي جيبي لي اي شي اكله ما تشوفيني تعبان
حلاوه قال !

قامت من فورها وعادت للمطبخ وهي مستغربه جدا ما يحدث
هو صحيح بخيل نوعا ما لكن اليوم زاد كيف يحاسبني على الليمون وهو لم يذهب للسوبر ماركت الا مرتين منذ جئنا هنا
البيت ينقصه اشياء كثيره ومع ذلك يحاسبني على الليمون .

كانت هذه هي البدايات لحياة تعيسه عاشتها سلمى مع زوج بخيل لعاب طويل اللسان
احبته بعنف بمجرد ان تقدم لخطبتها وعشقت حتى التراب الذي يسير عليه
لم تر في الدنيا افضل منه ولا اجمل منه ولا تقارن به اي رجل ولا تقبل
كانت تغطي على عيوبه ولا تخبر احدا بما تعانيه لم تشعر احدا من اهلها بأنها تعيش في ضيق مادي معه
ولم تخبر احدا منهم بمغامراته الليليه وسهراته الماجنه التي اكتشفتها بعد ان اصبحت اما لثلاثة اولاد وبنتين
كان يعود فاقدا للوعي مرات عديده ويتسفه عليها ويهينها ثم ينام الى الليل دون ان يعلم اي شي عن اولاده او بناته ولا يدري ان كانوا فاقدين لاي شي مادي او معنوي
كان الابناء يمرضون وتصيبهم نوبات الانفلونزا والحمى ولا يدري ولو علم فلا تغيير لانه لن يأخذ ايا منهم للمستشفى فتعلمت هي كيف تعالجهم في البيت بما لديها من امكانيات
كان ابنه الكبير بحاجه الى تقويم اسنان ولم يفعل الا بعد ان اخبره احد اساتذة الولد بخطورة حالته حيث تأثرولم يعد يفتح فمه امام زملائه في المدرسه بسبب سخريتهم الكثيره به
وكم عانى وهو يدفع نلك المبالغ الكبيره للتقويم وكم عانت هي من ويلات لسانه التي تشبه السياط
بعد مرور الاعوام تحول حبها له الى كره شديد وهي تراه يزداد سوءا في تعامله مع ابنائه وبناته ويحرمهم من ابسط حقوقهم بعد ان فرطت هي في ابسط حقوقها حتى لم يعد لها اي حق في نظره
لكنها لم تستطع التحمل فيما يخص ابناءها
اصبحت لاتعتبره ابا صالحا لرعاية ابنائه وبناته خاصة وانه يشرب الخمر علنا في البيت ويدخن بشراهه ولا يؤدي ايا من واجبات دينه عليه زيادة على اسرافه فيما يخص سفراته وملذاته وتقتيره على بيته من كل النواحي
واجهته كثيرا ونصحته اكثر وطالبته ان يخاف الله وان يتقيه وان يراعي حرمات الله ويعلم ان له اولاد
وقد يقتدون به وينحرفون عن الطريق الحق
لم يسمع نصيحتها بل زاد استهزاؤه بها وبتدينها ولم يكن يدعوها الا المطوعه من باب السخرية بها لانها متمسكه بدينها الى حد انها هجرت غرفتها من اجله

مرت سنواتها معه عجافا ملؤها الالم والتعاسه واللوم يكبر في داخلها لنفسها لمذا احبته ولماذا كرهت نفسها مقابل هذا الحب الذي لم يكن في مكانه ابدا
اصبح ابناؤها شبابا وبناتها كبرن تزوجت الكبيره وسافرت مع زوجها الى كندا وبقيت الاخرى تدرس في الجامعه تعيش حالات من البؤس والقهر فمكافأتها من الجامعه تصادر من قبل ابيها بمجرد ان تتحول الى حسابها فهو يرى انه احق بها منها وهي تجتر ألمها شهرا بعد شهر
وتوجه اللوم لامها تعبر عن كرهها لابيها واخوتها وتتمنى ان تموت بسرعه
هاهي الايام تعود كما بدأت وهي تنتظر عودة ابنها المراهق الذي سار على خطى ابيه
ذهبت لتوقظ الموجودين لاداء الصلاة لتجد ابنتها وهي تتحدث في هاتف جوال لم تعلم انها تملكه من قبل
وتتحدث حديثا بذيئا مع رجل
الان البنت منحرفه اخلاقيا رغم العزله المفروضه عليها والابناء كبيرهم يشرب الخمر مثل ابيه .

القصه واقعيه مائه بالمائه
وهي حاله من مئات الحالات
ليست نادرة الحدوث


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق