الأحد، 9 يناير 2011

عيب ياجده

يا الله مطر وخير ويا الله ترحم عبيدك
هذه كانت إحدى الأهازيج التي يرددها الصغار في موسم الأمطار
كانت ولازالت وان اختلفت التعابير والأساليب لكنها تجتمع في حب الناس للمطر واعتباره موسم خير ينتظره الجميع
لم يكن الناس يخافون من المطر ولا اظن احدا يخاف من المطر في أي بلاد الدنيا كما يخاف منه سكان جده
الذين أصيبوا بفوبيا المطر فبمجرد أن يظهر الغيم في السماء وينذر برشة ولو خفيفة حتى يصاب الناس بحالة ذعر ورعب لايلامون عليها
حالة ارتباك عظمى تسود الشوارع فوضى عارمة سيارات تذهب وأخرى تجيء وتلك تتوقف وهذه تغرق وناس يقطعون الشوارع
تخلى المدارس والجامعات والكليات والكل يذهب ليبحث عن ابنائه وبناته
الأولاد يبقون في البيت والغائب يستدعى والأدوار السفلى تخلى إن لم يخل السكن بكامله



حالة ذعر ورعب وفوضى تعم المدينة من شمالها إلى جنوبها
منظر محزن
كل هذا بسبب رشة مطر !
كمية من المطر يهطل أضعافها مئات المرات على دول شرق آسيا الفقيرة وبيوتهم التي هي عباره عن أكواخ بسيطة أوعشش فقيرة أو بيوت فاخرة أو حتى عمائر شاهقة لايعانون مايعانيه سكان جده ولا يصابون بهذا الذعر
المطر عندهم على مدار العام ولا يحدث عندهم مايحدث في جده
ولماذا نذهب بعيدا أبها ومدن الجنوب والطايف مطرها في يوم يعادل مطر جده في سنة ومع ذلك يفرحون بالمطر ويبتهجون به ويخرجون اثناء المطر في نزهات دون أدنى إحساس بالخوف من اللاعوده مثلما يفعل سكان جده
جده أيتها المدينة العجوز لقد فضحك المطر واظهر انك غير فعلا لست كباقي المدن
مدينه هشة مغشوشة كل مافيك ورق
البيوت رغم كارثة العام الماضي لازالت تبنى بنفس الطريقة ادوار سفلى ملاصقه للشارع وبدون تصريف والمشكلة تبنى بسرعة تدل على هشاشة الأساس ورقة البناء فبمجرد أن يهطل مطر تتقشر الجدران كمرحله أولى ثم تبدى في التكسر بعد أن تدخل المياه إلى أخر نقطة في المنزل
تتشرد العائلات ويتوزع السكان في كل الأحياء وينتشر اللصوص والنابشون الذين يعيشون على كوارث المدينة
والأدهى من ذلك انه إذا انتهى المطر بقيت المستنقعات وتربت فيها اعتى أنواع البعوض التي يستجير منها البعوض القديم بوزارة الصحة راجيا أن تجد له حلا ليبقى على قيد الحياة بعد أن فتكت به الأنواع المميتة المتكونة من بقايا المطر واختلاطها بمياه المجاري وجثث القطط والحيوانات وربما الناس

وبرضه عيب ياجده يااااا ....... جده غير !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق